احمل فأسك واحتطب.!

تعلمت أن أكافح وأن أناهز الظلم أن اقول الحقيقة وأن اخرج المغفلين من حالة التنويم الايدلوجي الذي يفوق اي تنويم آخر ..
امتلك قلما حادا قويا اناضل به من اجلي من اجلهم من اجل الشعب والوطن وتعلمت انه إذا كانت الحياة قد فرضت عليك شروطاً قاسية .. فالمنطق الوحيد المقبول هو أن تبذل جهداً مضاعفا للقفز فوقها..
صدقني يا صديقي .. كل الأزمنة رديئة .. وكلها جيدة.ونصيبنا جميعاً من الحظ .. متساو تماما..
أولئك الذين تراهم الآن ينعمون بالسعادة والحظ .. نالوا قسطا وافرا من الشقاء قبلا .. أو أنهم سينالونه قريباً .. أو أنهم يحملون قليلاً من الشقاء فعلاً في أعماقهم ولكنك لا ترى...
لم يقدر على الإنسان أن يعيش في تعاسة وشقاء ..ولكن قدر عليه أن ينال نصيبه من قسوة الحياة ..
والبعض يرى في هذه القسوة تحدياً ينبري لمواجهته .. البعض يكون لا مباليا بطبعه .. يتعامل مع ضربات الحياة وكأنها (مزحة ثقيلة من صديق)فيمتعض .. ثم يبتسم .. ثم ينسى .. والبعض ينهار ويفشل ويضيّق على نفسه وعلى الآخرين من حوله !
ضاقت بك الأيام ؟ أصاب الفقر قلبك ؟قم .. احمل فأسك واحتطب ..!
ابذل وسعك .. فإذا استنفذت كل وسائلك وطاقاتك .. فوض أمرك لله واستمتع بكسرة الخبز بين يديك..
نعم يا صديقي .. كسرة الخبز هذه تحمل بين ذراتها سعادة لا تقدر بثمن .. ولكنك أيضا .. لا ترى..
ألم يقل أحدهم(تكفيني كسرة خبز بمساحة قلبي وكتاب) .. هذه حكمتي في الحياة..
قد يرى البعض في كلماتي هذه نفاقا وقحا.. فأنا الذي يشار إلي بالكئيب حزين العينين..
ولكني لست شقيا ولا تعيسا .. الحزن لا يعني التعاسة والشقاء .. الشقاء نقيض السعادة..
وقد يكون الإنسان .. سعيدا وحزينا في آن معاً .. سعيد بحزنه ربما .. لأنه يفخر بمنبع الحزن هذا..
تقفز إلى رأسي الآن كلمات الإمام أحمد ابن حنبل .. حين جاء إليه تلاميذه يواسونه في أسره وعذابه فقال Sad

أنا بستاني وجنتي في صدري)
لا أتخيل أن الإمام أحمد كان يضحك ويقهقه في سجنه .. لربما لو نظرت إلى وجهه لرأيت حزناً وتعباوهزالا .. ولكنه لم يكن شقياً ولا تعيسا .. لم يكن ينحدر ..!