لا أحد ينمو بحرية في هذا العالم.. ويبلغ ملء قامته، من دون أن يشعر أن هنالك.. ولو شخصاً واحداً، يفهمه ويحبه...
ومن أراد أن يتعرف على نفسه بوضوح، عليه أن يفتح قلبه لشخص ينتقيه بملء حريته، على أن يكون إنساناً جديراً بتلك الثقة..فحين نشعر بأن لا أحد يكترث بنا لا نستطيع أن نقوم بأي عمل مهما حاولنا ذلك لأن طبيعتنا البشرية تحتاج لجرعة من التشجيع الممزوج بالحنان
لأنه عندما يكون التشجيع خالياً من الحنان نستطيع أن نحقق شيئاً ما.. لكننا في أعماق نفوسنا نشعر بأن هذا النجاح منقوص لأن المشجعين بعد فترة تطول أو تقصر سينفضون عنا ونبقى وحدنا .
أما حين يجتمع التشجيع والحنان معاً فإننا نواصل العطاء لأننا سنرى من بين المشجعين عينين تحبان ما نقوم به لأجلنا لا من أجل الإنجاز .
يقول أحدهم :"إذا حدث لي أن كشفت لك عمق ذاتي بصدق، فأرجوك لا تجعلني أشعر بالخجل، وهو محق في ذلك"
لأنه ما من أحد يود أن يعيش في الغش والكذب، ولا في الرياء والتزييف، ولكن عنف المخاطر والمخاوف التي يثيرها التعبير عن الذات، يدفع بنا إلى الاحتماء وراء أدوار وأقنعة غالباً ما تتحول إلى ردة فعل عفوية عندنا.
وقد يصبح من الصعب علينا، بعد فترة من الزمن، أن نفرق بين حقيقتنا الشخصية في وقت ما من نمونا، وبين ما ندعي أننا عليه. وهذه باعتقادي مشكلة إنسانية بلغت من الشمول درجة تسمح لنا بأن نصفها بالواقع البشري.
وهذا ما يبعدنا عن البوح بمكنونات نفوسنا لأن أغلب الناس قد عاشوا على مبدأين هما السخرية أو الانتقاد ...
فحين نكشف لهم عن ذواتنا يأخذونها سخرية إذا وجدوها بسيطة، وحالمة ويشنون عليها حملة من النقد إذا وجدوا فيها ما يخالف رأيهم .
وهذا ما يجعلنا نتوارى خلف أقنعة فرضها الآخرون علينا واقتنعنا بها لأنها المنجى الوحيد لنا من النقد والسخرية .
والعيش خلف هذه الأقنعة هو أمر سيء بلا شك لكن البعض قد تعود عليها .