بنت اليمن الاداره
عدد المساهمات : 324 السمعه : 12983 نقاطك : 17 تاريخ التسجيل : 06/12/2013 الاوسمة التي حصل عليها :
بطاقة الشخصية الوطن: يمني
| | أنواع الحب | |
* للحب معني عام يتداوله الناس فيخلطون بين الغث والسمين, وأرقي أنواع الحب ذلك الذي تنعدم فيه إرادة الإنسان سواء في بدء الحب أو في محاولة التخلص منه أو في ابعاد اطيافه عن المخيلة فهذا الحب يسيطر علي الإنسان سيطرة تامة, فيجد نفسه مسهدا لا يستطيع النوم ولا يهتم بآراء الناس, فالأمر خارج عن ارادته تماما, وهو كالمريض الذي يفاجأ بمرض ليس له علاج إلا الزمن, أما هو فلا يستطيع فعل شئ, لكنه إن لم يستطع السيطرة علي الشعور بالحب فهو يستطيع السيطرة علي تصرفات المحب. * وقد ذكرت قبل ذلك أن للإنسان أحاسيس تترجمها حواسه الخمس الملموسة والمحسوسة أمام الناس بحيث يمكن أن يعلمها كل فرد وله أيضا مشاعر داخلية تخرج منه دون رغبة منه أو إرادة. والحب قد يصدر عن الاحاسيس, وقد يصدر عن المشاعر وقد يصدر عن الاثنين معا بدرجة أو بأخري, والحب بالاحساس حب في ادني درجات الحب لأنه ميل نحو الجسد, وحب له ولمواصفاته, والمحب في هذا يميل إلي المحبوب لصفة فيه هي مثلا: الجسد الجميل أو أي شئ يجذبه, والمدهش ان الرجال وقليلا من النساء يجيدون الكلام عن الحب بالأحاسيس بنفس مشاعر الحب الحقيقي فيرددون كلمات الشوق والعذاب والسهد وتنخدع المرأة وتظن أنها تسمع كلاما حقيقيا فإذا بها تفاجأ بأن الحمل ذئب جائع, وفي سبيل ارضائه قد تتنازل وقد لا تتنازل حسب وعيها وادراكها, والمرأة عليها ان تختبر مثل هذا الذئب بدعوته إلي الاقتران بها فورا فإن تلكأ فهو يسفر عن الاحاسيس الدنيئة عنده, أما الحب بالشعور, فالشعور داخلي لا حيلة للإنسان فيه مثل الخوف والحزن والمرارة والشوق, وغالبا ما لا يريد المحب في هذا النوع شيئا من جسد حبيبته, إنه يريد ان يتحدث اليها أو يراها نظر إلي أم كلثوم وهي تقول لقمة الشعور بالحب ما بين نعيم وأنس الروح أيام رضاك وبين عذابي وطول النوح أيام جفاك... كل اللي شفته خطر علي البال وعشت فيه هايم ولهان ولما بعدك عني طال حنيت لأيام الهجران وسهرت وحيد والفكر شديد أتصور حالي أيام وليالي مرت علي بالي, ياللي رضاك أوهام وسهدي فيك أحلام), وهي تتكلم عن قمة الحب بالمشاعر الداخلية التي تسيطر عليها ولا حيلة لها فيها, فهي تريد فقط ان تسمع صوته أو أن تراه أو أن تقرأ شيئا منه أو أن تستمع إليه فتشعر بشبع هائل وكأنها ارتوت. * وهناك أنواع من الحب كثيرة بين الحب بالأحاسيس والحب بالشعور, مثل الاعجاب الذي ينصب علي صفة يتصف بها المحبوب وتثير شهية من يحب هذه الصفة, فيميل ميلة واحدة ويطارح المرأة الغرام فتنحذع كأنه يحبها لذاتها وليس لصفة فيها فإذا استهلك هذه الصفة استهلك حبه المصطنع, وقد يعجب بجسمها أو بمشيتها, فتثير لعابه, ويجري وراءها كالثعلب يكلمها عن الحب وعن سهر الليالي التي يعيشها, وهو يحب جسدها فقط بدليل أنها لو فقدت هذا الجسد أو تشوهت لانصرف عنها فورا, فزوال الصفة زوال للحب الاحساسي اما الحب الشعوري فهو يبقي مهما اعتري المحبوب بالتغيرات لأنه ينصب علي الشخص ذاته, فيهمه شخص المحبوب الذي تسلل إلي قلبه دون أن يهفو إلي جسده وأعرف فتاة كانت تحب شخصا واستأذن منها لغياب ستة اشهر في شرم الشيخ, وبعد ذلك تبين لها انه كان محبوسا علي ذمة قضايا نشر, فجاءت تستشيرني فحاولت ان اقنعها بأنه لا يحبها ولكنها غرقت في الانخداع, وقالت لي إنها لا تستطيع ان تفارقه مهما كان من أمره فهي هنا تحب الشخص نفسه, لا تحب صفة فيه ولا تعجب بصفة يتمتع بها إنما وجدت نفسها مساقة خلفه دون ان تدري من أمرها شيئا وهؤلاء البنات أو النسوة يقعن في اخطاء متلاحقة لأنهن لا يفكرن بعقولهن التي توقفت عن العمل, كل هذا شئ غير اختبار الزوجة الذي هو عبارة عن مشروع اجتماعي يقدم كل طرف ما عنده من صلاحية للطرف الآخر مع ميل خفيف من الطرفين إلي بعضهم, ولكن هذا الميل الخفيف تترجمه البنات بأنه حب والحقيقة بأنه مجرد ارتياح. | |
|